كلمات من القلب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف لا تهيم القلوب في حب من لا يفتر عن التهمم بأمته ..!

كيف لو علمت أن الحبيب و هو ينازع الموت و يقول " آه إن للموت لسكرات " و هو من هو .. و يخبره الملك أن الله قد خفف عنه درجات عديدة من شدة النزع .. بكى روحي له الفداء !

أ تدري لماذا بكى ؟ .. لم يبك جزعا على نفسه .. فهو الذي عهدناه يقول في دعائه " إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي .. " .. فلماذا بكى إذن ؟

بكى من أجلي و من أجلك .. إذا كان هو صلى الله عليه و سلم وجد ما وجد من شدة النزع .. فكيف يكون حال من دونه من أمته ؟ و كلهم دونه ..
بكى شفقة علي و عليك .. و افتح قلبك و اسمع ماذا قال ؟
و انظر إلى منزلتك عنده .. !

ثم انظر بعد ذلك ما مكانته عندك ؟ و ما قيمة سنته و هديه و دعوته في حياتك ؟

اسمع .. قال صلى الله عليه و سلم في هذا الموقف العظيم : " اللهم ثقل علي و خفف على أمتي " ..
فداك روحي يا خير من دفنت بالأرض أعظمه ..

و اعلم مع ذلك أنك لا تغيب عنه .. فهو الآن في قبره الشريف يفكر فيك ..

قال صلى الله عليه و سلم " حياتي خير لكم تحدثون و يحدث لكم .. و مماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم .. فما وجدت خيرا حمدت الله .. و ما وجدت غير ذلك استغفرت الله لكم "

فهل يليق بي و بك بعد هذا أن نقف موقفا يؤلم رسول الله صلى الله عليه و سلم "

أردت أن أقف عند هذا الحد فما استطعت ..

اسمع لحبيبك يوم العرض على الله و هو يطلب نجاتك ..

" اللهم إني لا أسألك نفسي و لا فاطمة ابنتي .. و لا العباس عمي و لا صفية عمتي .. و إنما أسألك أمتي أمتي "

اللهم لا تخز حبيبك في أمته .. و ردها إليك مردا كريما .. حتى تقر نفس حبيبك بأمته